حتي تعرف كيف تصل سريعا للموضوعات التى ترغب تصفحها ، يرجي زيارة صفحة ( خريطة المدونة Blog Map )

الجمعة، 16 أغسطس 2019

إنقلاب منحنى العائد الأمريكي صافرة إنذار لكارثة قادمة أم إنذار كاذب ؟!

الأسواق المالية ليست بخير ، أسرع وصف لطبيعة تحركات الأسواق المالية العالمية وخاصة سوق الفوركس ، وهو ما أشرنا إليه خلال تقريرنا السابق المنشور تحت عنوان (الفتور و إنعدام الإتجاهات السمة الأساسية لسوق العملات الأجنبية حاليا ، والمتداولين عليهم إدراك ذلك) ، والذي أوضحنا فيه من منظور فني صعوبة التداولات ، وما هي أهم الإجراءات التي يجب علي المتداولين إتباعها أثناء الفترة الحالية.

حدث جديد هذا الأسبوع كان السبب وراء إرتفاع مخاوف المستثمرين في الأسواق المالية مما دفهم إلي التحوط و حيازة الملآذات الآمنة من العملات مثل الين و الفرنك ، او الذهب ، هذا الحدث هو إنقلاب منحنى العائد الأمريكي.


ما هو إنقلاب منحني العائد ؟



ارتفاع عوائد السندات قصيرة الأجل فوق عوائد السندات طويلة الأجل ، صار المستثمرون أكثر توترًا، نظرًا لنجاح انقلاب منحنى عوائد السندات في التنبؤ بوقوع الركود للمرات السبع الماضية التي ضرب فيها الركود الاقتصاد ، بما فيها الركود العظيم. ولكن يهم أن تفهم الأسواق أن الركود عادة ما يسبقه انقلاب منحنى عائد السندات ، ولكن الانقلابات لا تؤدي للركود دائمًا. فهناك العديد من الإنذارات الكاذبة في السوق، وفق دراسة أجرها بنك كريديت سويس.

علينا أن ندرك خطورة الأمر ، لأنه حدث في وقت تباينت في بيانات الإقتصاد الأمريكي ، و لا يزال الصراع التجاري بين بكين و واشنطن قائم ، كذلك بريطانيا مستمرة في دوامة الخروج من الإتحاد الأوروبي وبدأت أصواتاً تتعالي تنادي بخروج بريطانيا حتي و إن كان الخروج بدون إتفاق مع الشريك الأوروبي.

حاليا تظاهرات هونج كونج و الأزمة السياسية في إيطاليا ، تزيدان من المخاوف بشكل كبير ، فأي أزمة من تلك الأزمات يمكنها ركل اقتصاد دولة أو منطقة بأكملها للركود. إذن ، بغض النظر عن استدامة انقلاب منحنى عائد السندات ، يظل خطر الركود في هذه الدورة الاقتصادية أكبر مما كان عليه في أي وقت مضى.

علي جانب أخر تستمر البنوك المركزية للإقتصاديات الكبري في خفض أسعار الفائدة ، وإصدار حزم من التيسير الكمي ، وهي صورة قوية علي أن الإقتصاد العالمي في حالة حرجة للغاية.



كيف ستتحرك العملات في ظل هذه الأحوال ؟



أول شيء يمكن توقعه هو تفوق أداء كل من الين الياباني و الفرنك السويسري علي أغلب العملات الرئيسية ، يليهم اليورو كأفضل ثالث العملات الرئيسية.

بينما يظل الإسترليني رهين بالتحركات السياسية البريطانية ولكن وجود الإسترليني عند الحد 1.2000 قد يمنح بعض الأمان لشراء الإسترليني ، لأن من المحتمل أن يحاول البريطانيون ألا يسقط الإسترليني لأبعد من ذلك.

العملات السلعية خاصة الدولار الأسترالي و النيوزيلندي يتأثران بشدة بالصرع التجاري الأمريكي الصيني ، كلما زادت حدة الصراع كلما سقطا أسرع من المتوقع.

أما الدولار الكندي فيتأثر بشكل خاصة بالنفط الذي قد يتراجع بحدة مع الدخول في فترات الركود ، لكن يبقي الأداء رهين بأيهما سيسقط أسرع الدولار الأمريكي أم النفط ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق